العرب ومواطنهم وطبقاتهم وقبائلهم المشهورة
العرب أمة من الأمم التي اصطلح المؤرخون على أن يسموها سامية (نسبة إلى سام بن نوح) وهي
البابلية والأشورية و العبرانية والفينيقية والآرامية والحبشية). امتهدت هذه الشعوب في الأصل مهداَ واحداً نشأت فيه وتفرقت منه. وتعيين هذا المهد لايزال موضع الخلاف وموضوع البحث: فبعض يقول إنه العراق، وبعض يرجح أنه جزيرة العرب، وآخرون يزعمون أنه الحبشة. ومهما يكن الخلاف في مهد الساميين فقد نزحوا منه في غابر الدهر، فسكن البابليون و الأشوريون العراق، والفينيقيون سواحل سورية، والعبرانيون فلسطين، والأحباش الحبشة، والعرب شبه جزيرتهم.( وهي واقعة إلى طرف الجنوب الغربي من آسيا. ويحدها من الشمال سورية، ومن الشرق الفرات وجهة من المحيط الهندي أيضاً، ومن الغرب البحر الأحمر. ثم يقسمها جبل السراة الممتد من اليمن إلى أطراف بادية الشام قسمين:غربياً وشرقياَ؛ فالغربي يهبط من سفح ذلك الجبل إلى شاطئ البحر الأحمر فيسمى الغور لانخفاضه أو تهامة لحره والشرقي يصعد إلى أطراف العراق و السماوة فيسمى نجداَ لارتفاعه، وما فصل بين الغور ونجد يدعونه الحجاز لفصله بينهما . أما ما ينتهي به نجد في الشرق حتى يصل إلى الخليج العربي من بلاد اليمامة الكويت والبحرين وعمان فيسمى بالعروض لاعتراضه بين اليمن ونجد؛ وما يمتد وراء الحجاز إلى الجنوب يسمى اليمن إما لوقوعه يمين الكعبة، وإما ليمنه .)
وفي هذه الأقسام توزع الشعبان العربيان : شعب قحطان، وشعب عدنان. فأما القحطانيون فسكنوا اليمن وكانت لهم فيه عمارة عظيمة وحضارة زاهرة. فلما نَبَتْ بهم مرابعه تمزقوا في البلاد، فذهب من كهلان ثعلبة بن عمرو نحو الحجاز فغلب اليهود على يثرب، وكان من أعقابه الأوس والخزرج. ثم احتل حارثة بن عمرو وهو خزاعة، الحرم . ومال عمران بن عمرو نحو عمان، فبنوه أزد عمان . واستوطنت قبائل نصر بن الأزد تهامة وهم أزد شنوءة؛ ووقف زواد جفنة بن عمرو بالشام فأقام بها هو وبنوه فكان منهم الغساسنة. ونزل بنو لخم بالحيرة ومنهم نصر بن ربيعة أبو المناذرة. وأما العدنانيون فسكنوا الحجاز وما ياسره إلى ريف العراق، فأقامت بطون قريش في مكة وضواحيها، وبطون كنانة في تهامة، واحتلت ذبيان ما بين تيماء و حوران .وسكنت ثقيف الطائف، و هوازن شرقي مكة، ونزل بنو أسد شرقي تيماء وغربي الكوفة، وبنو تميم بادية البصرة. واستوطنت قبائل تغلب الجزيرة الفراتية. وحلت سائر بكر بن وائل طول الأرض من اليمامة إلى البحر، فأطراف سواد العراق فالأبلة، فهيت.
والمؤرخون يرجعون العرب إلى ثلاث طبقات:
بائدة: وهم الذين درست أخبارهم وطمست آثارهم، فلم يسجل لهم التاريخ إلا صفحات مشوهات لا تنفي ظناَ ولا تثبت حقيقة. وأشهر قبائلهم: عاد وثمود وَطسمٌ وجدِيسُ. { فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية* وأما عادٌ فأهلكوا بريح َصرصر عاتية}(سورة:الحاقة، الآيتان: 5-6). وأما طَسم وجديس فتفانوا كما يزعمون في حادثة نسائية خرافية.
وعاربة: وهم اليمنيون المنتمون إلى يعرب بن قحطان المذكور في التوراة باسم يارح بن قحطان.ويزعم العرب أن أصل لسانهم، ومصدر بيانهم وبذلك يفتخر حسان بن ثابت في قوله:
تعلمتم من منطق الشيخ َيْعُرب أبينا فصرتم مُعربين ذوي نفْرِ
وكنتم قديماً مالكم غيَر عُجـمة كلامٌ وكنتم كالبهائم في القْفرِ
ومن اليمنيين بطون حمير-وأشهرهم زَيد الجمهور وقضاعة والسكاسك. وبطون كهلان-وأشهرهم همدان وطيء ومذحجُ وكندة ولخْم. ومن لخم بنو المنذر في الحيرة والأْزْد . ومن الأزد الأوس والخزرج في المدينة والغساسنة في الشام. وكانت لحمير السيادة على اليمن فمنهم الملوك والأقيال.
ثم مستعربة: وهم ولد إسماعيل عليه السلام، نزل بالحجاز حوالي القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ثم صاهر ملوك جُرهم فكان له بنون وأعقاب ضلوا في مجاهل الزمن فلم يعرف التاريخ منهم على التحقيق إلا عدنان، وإليه ينتهي عمود النسب العربي الصحيح.
وأشهر قبائل هذه الطبقة: ربيعة ومُضر و أنمار وأياد. فمن ربيعة عبد القيس،ومنها بكر وتغلب ابنا وائل ومن مضر انشعبت قيس عيلان وبطون اليأس بن مضر.فأما قيس بن عيلان فأشهر بطونها هوازن و غطفان؛ ومن غطفان عبس وذبيان ابنا بغيض. وأما أولاد الياس فافترقوا، فمنهم بطون تميم بن مر، وهذيل بن مدركة، وبنو أسد بن خزيمة، وبطون كنانة بن خزيمة، ومن كنانة قريش: ثم انقسمت إلى بطون شتى. فمنهم{ جُمح ُوسهم ومخزوم وعبد الدار وعبد مناف }ثم كان من عبد مناف (( عبد شمس ونوفل والمطلب وهاشم)). ومن هاشم عبد المطلب وبنوه عشرة منهم ((عبد الله أبو الرسول r وأبو طالب والد علي t ثم العباس.))
فالعلويون ينتسبون إلى علي والعباسيون إلى العباس. وأما الأمويون فليسوا من بني هاشم وإنما من بني عبد شمس أخيه.
وإلى هذه الطبقة يرجع الفضل فيما نتكلم به من لغة، وما نتحمل به من بيان، وما ندرسه من أدب، وما نعتقده من دين.
تاريخ الإدخال: 14 ديسمبر 2001 م